UAQ 846 MW

إذاعة القرآن الكريم من أم القيوين - ( إضافة مميزة للإعلام الإسلامى ) - إذاعة القرآن الكريم من أم القيوين

Saturday, February 9, 2008

الإسلام والحياة
اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم
من الأمور التي قد لايتنبه إليها الوالدان إغداق الحب والحنان علي أحد الأبناء دون إخوته، وكثيرا ما نسمع ونري ذلك فالصغير دائما له الحظوة والقرب لدي قلب والديه،أو يكون التدليل والحنان للابن دون البنت، غير منتبهين إلي أن ذلك يوغر صدور الأبناء تجاه المحبوب منهم، فينشأ باقي الأبناء وفي قلوبهم شيء من الضغينة والكره تجاه أخيهم، وبذلك يكون الآباء قد زرعوا بذرة الشقاق والخلاف بين أبنائهم والتي تظل معهم بعد أن يشبوا ويصبحوا في أعمار متقدمة بل ويظل الشعور بالاضطهاد تجاه آبائهم ملازما لهم بسبب ما كان من الآباء في الصغر.لذلك علي من يود تربية سوية لأبنائه أن يساوي بينهم في الحنان والعطف والرعاية كما يساوي في العطاء، فإذا ما قبّل الابن فليقبل البنت وإذا ما قبل الصغير فلا ينسي من هو أكبر منه لأنه متطلع لعطف وحنان والديه كالصغير تماما،ولنا في قصة يوسف عليه السلام العظة والعبرة، فقد ظهرت علامات النبوة علي يوسف والتي لمسها الأب في صغيره بفراسته ولذلك أغدق الحب والحنان عليه الأمر الذي رفض من قبل إخوته فكبرت الأحقاد في قلوبهم وتضخمت حتي بيتوا النية للخلاص منه من أجل أن يحظوا بحنان الأب وعطفه إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين . فيا أيها الآباء والأمهات: إذا كان هذا حدث في بيت نبوة في بيت يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ،فلماذا لانأخذ منه العظة فنساوي في الحنان والعطف والرحمة بين أبنائنا حتي يشبوا أبناء صالحين يحب بعضهم بعضا؟وقد يحدث أن يميز بعض الآباء في العطية بين أبنائهم فيكون ذلك سببا في زرع الضغينة بين الأبناء ولنا في رواية النعمان بن بشير وموقف الرسول صلي الله عليه وسلم من وجوب العدل بين الأبناء العظة والعبرة يقول النعمان: تصدق علي أبي ببعض ماله ،فقالت أمي عَمْرةُ بنت رواحه لا أرضي حتي تُشهد رسول الله صلي الله عليه وسلم فانطلق أبي إلي النبي صلى الله عليه وسلم ليشهدهُ على صدقتي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :أفعلت هذا بولدك كلهم؟ قال: لا، قال: اتقوا الله واعدلوا في أولادكم ..فرجع أبي فرد تلك الصدقة . وعلي ذلك فان علي الآباء أن يعدلوا بين أبنائهم في كل شيء بدءا من العطف والحنان وانتهاء بالميراث الشرعي فلا يوصي الأب بتمييز أحدهم علي الآخر ماداموا جميعا قد تلقوا نفس الرعاية والعناية، وليضعوا نصب أعينهم قول الرسول صلي الله عليه وسلم لمن فاضل بين أولاده في العطاء أليس يسرك أن يكونوا إليك في البر سواء وليستحضروا دائما أمر الله تعالى بالعدل اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله . ولنتأملْ هذه الصورةَ من العدل والحنان والإيثار لتلك المرأةِ المسلمةِ التي تُحَدِّثُنا عنها أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها فتقول: ((جاءتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلَهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ التي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا، فأعجبني شَأْنُهَا فَذَكَرْتُ الذي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ))أَلاَ ماأروعَ وأعظم هذه الصورةَ من العدلِ والحنانِ والعطفِ والإيثارِ، وما أروع وأعظم الثوابَ الذي أعدَّه اللهُ لتلك المرأة المسلمة، وكل من سار على نهجها في العدل والعطف والحنان والإيثار(وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (عباد الله: إنَّ المسلمَ الحقَّ الحريصَ على مرضاة الله وثوابه لا يفرِّق في حبه وعطفه وعطائه بين أبنائه، ولا يؤثرُ ببرِّهِ أحداً على أحدٍ، وبصفةٍ خاصةٍ لا يُؤْثِرُ الذَّكَرَ على الأُنْثَى، عملاً بقولِ رسول الله ((مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا - يَعْنِى الذُّكُورَ - أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ ))إنَّ هذا العدلَ بين الأبناء يترك أحسنَ الأثر في نفوسهم: يُطَهِّرُ قلوبهم، ويُصَفِّي الحبَّ والمودةَ بينهم، ويَنْزِعُ من صُدُورِهم الغِلَّ والحِقْدَ والحسدَ. ء
© إذاعة القرآن الكريم من أم القيوين مواضيعنا 1 الحقوق محفوظة تصميم أحمد سرور